مجتمع مادبا

مجتمع مادبا

 

تقع بلدية مادبا على خط العرض 31 شمال خط الاستواء 35 شرقي غرينتش وعلى مسافة 33 كم جنوب غرب العاصمة عمان وهي مركز المحافظة , ويبلغ عدد سكانها 150 ألف نسمة ومساحتها 54 كم .

 

اشتق اسم مادبا من لفظة أرامية سريانية وهي مركبة من كلمتين (ميا) د(ايبا) الكلمة الأولى ميا تعني المياه والكلمة الثانية ايبا تعني الفاكهه فيكون معناها مياه الفاكهه , واول ذكر لمدينة مادبا ظهر في التوراة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد عند وصول جموع العبرانيين للمنطقة بقيادة موسى عليه السلام وتعاقبت على المدينة حضارات عديدة ابرزها المؤابية 1160 قبل الميلاد والانباط والرومان والبيزنطية والاسلامية .

 

كانت مملكة مؤاب تقع في منطقة جنوب نهر الموجب وكانت عاصمتها (قيرحارس) اي الكرك ولكن مع مرور الزمن اخذت هذه المملكة بالامتداد شمالا فعبروا منطقة حسبان واستولوا على الأراضي وكانت مادبا من اشهر مدنهم بالاضافة الى الكرك وماعين وام الرصاص وذيبان . ومن اقدم ما دون عن مادبا يعود الى نصب تذكاري للملك ميشع عام 1180 قبل الميلاد والذي اقيم كنصب تذكاري تخليدا لأمجاد ميشع بن قموش , وفي عهد هذا الملك أخذت مادبا اهمية خاصة كونها كانت مكان مقدس لاله مؤاب .منذ القرن السادس قبل الميلاد بدأ الانباط بتأسيس ما عرف بمملكة الانباط من الشواطئ الشرقية للبحر الميت اخذين بالتوسع شمالا وجنوبا وخلال اربعة قرون سيطر الانباط على معظم مدن المنطقة ومنها مدينة مادبا التي اصبحت تحت سيطرتهم في عهد الملك الحارث الاول عام 169 ق.م وكان يسكنها في ذلك الوقت بني يمري.

 

دخل الرومان عام 63 ق.م حيث استولى بومباي على سوريا وانتشر الى الجنوب الا ان الحارث النبطي منعه من دخول المنطقة وفي 22 اذار 106 تم تحويل مقاطعة نباطيا الى مقاطعة رومانية بمرسوم روماني وكانت بصرى عاصمة لها وقام الرومان بشق الطرق من دمشق حتى بصرى وبعض المدن الهامة مثل مادبا وقام الرومان بهذه الفترة بتحديد مدينة مادبا حسب مبادىء تخطيط المدن الرومانية , فأحاطوا المدينة باسوار واقاموا البرك لتوفير المياه بالاضافة الى الابار.

 

وعند زيارة مدينة مادبا في الملكة الأردنية الهاشمية يتضح للزائر ان هذه المدينة قد نشطت خلال العصر الروماني والبيزنطي والإسلامي في تطوير هذا الفن واصبح طابعا رئيسيا لمعظم البقايا المعمارية التي خلفتها تلك الحضارات حيث وجدت الأرضيات الفسيفسائية في القصور والمعابد والكنائس وبيوت العامة للتزين وتجميل هذه المباني المعمارية بطريقة تتناسب مع المفاهيم الدينية والاجتماعية والبيئة المحيطة .

 

لقد زينت هذه الأرضيات بمواضيع عامة من الحياة الاجتماعية والدنية والبيئة المحيطة بإشكال مختلفة ولصبحت تتطور تدريجيا عبر العصور , فلقد كانت قطع حجرية ذات مكعبات كبيرة الحجم ثم صغيرة الحجم وملونة ومزججة .

 

ومن خلال الحفريات الأثرية والاكتشافات التي ظهرت خلال القرن الماضي في مدينة مادبا ظهرت العديد من هذه الأرضيات  في مواقع ضخمة ولا يكاد موقع اثري يخلو من مفاهيم هذا الفن وبقاياه التي خلدت ذكرى الشعوب والثقافات التي سكنت هذه المدينة عبر عصورها .

 

تزخر محافظة مادبا بمواقع أثرية كثيرة مهمة ومنها  الفسيفساء والمسجد العمري وحمامات ماعين (وأشهرها كنيسة الخارطة , كنيسة الرسل , كنيسة الخضر , كنيسة مريم العذراء , كنيسة النبي ايليا , المخيط , مكاور(مشنقة) , ذيبان , عطرز , حسبان , ماسوح , ام الرصاص , اللاهون , الجبيل , الزعفران , المشقر) . 

 

حيث مازال يحكم في المدينة القانون العشائري القديم بالإضافة الي القانون المدني , ويوجد فيها جبل نيبو الذي يطل على البحر الميت اخفض منطقة في العالم ... يوجد في المحافظة مخيم للاجئين الفلسطينيين تدعمه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وتدعمهم الحكومة الأردنية (الاونروا) التابعة للأمم المتحدة .

 

تضم محافظة مادبا عدد كبير من السكان حيث بلغ عدد سكانها حوالي 152.900